أخيراً استطعتُ قولها~
"هيا نعد النجوم"... فعندما كنت صغيرة، كانت أسطورة مزعجة تخيفني؛ "لا تعدي النجوم، وإلا سقطت عليك نجمة" :"(
بالرغم من ذلك كنت ولا زلت أحب مراقبة النجوم وتحركها في السماء -بدوران الأرض طبعا- طوال الليل~
وكنت مولعة بأشكالها والأساطير المنسوجة عنها، فمثلا "بنات النعش" لا زلن يحملن نعش أبيهن بحثاً عن الثأر منذ الأزل~ وأكثر سؤال يراودني: هل يمكن للأسطورة أن تكون حقيقة؟!
دعنا نعد النجوم~
توجد في سمائنا حوالي ٦٠٠٠ نجمة، منها ٢٠٠٠ نجمة مرئية خلال اليلة الواحدة!
أما شمنا فهي نجمة متوسطة الحجم من مئة بليون نجمة في مجرتنا درب التبانة (سبحآن الله الكبير المتعال)
لو أردنا عدها لإستغرقنا ٣٠٠٠ سنة بمعدل نجمة في الثانية دون توقف، دون نوم، دون أي نشاط آخر!
كما يوجد في الفضاء الكوني حوالي مئة بليون مجرة أخرى لكل واحدة ما معدله مئة بليون نجمة!! ولكل نجمة عشرات الكواكب السيارة~
فلو أردنا حساب المجرات أولا فسنحتاج آلاف أخرى من السنين، وآلاف أخرى لنعد نجومها~
فكم ياترى سنحتاج من الزمن لنحسب ( مئة بليون مجرة ضرب مئة بليون نجمة) ؟؟؟!
يقال: إن عدد النجوم في الكون يساوي عدد حبات الرمل في كل شواطئ العالم... فهل ستستطيع يا ترى حسابها؟؟؟! ستفني عمرك قبل الإنتهاء من إحصاء عُشرِها~
لا نملك سوى أن نهتف خشيةً و رجاءاً لفاطر هذا الكون الشاسع العظيم لأجلنا~ سبحان الله العظيم!!!
لن أعد النجوم، ليس خوفا من الأسطورة التي تناقلتها جداتنا في الماضي، ولكن لأنني قررت أن أجد وقتاً لدراسة عظمتها وعجائبها!
لن أخبر الجيل القادم عن أسطورة النجوم التي تهوي على من يعدها، لأنني تعلمتُ الآن أن الأرض لو اقتربت قليلاً فقط من أي نجمة فستبتلعها النجمة وتحرقها، فكيف يقولون أن النجمة تسقط على الأرض! كان ذلك يرعبني حقاً في طفولتي~ سأخبر الصغار عن أسطورة النجوم البعيدة التي تمتلك كواكبا يعيش عليها بشرٌ مثلنا، لم تخبرني جدتي بهذه الأسطورة، ولكن "ناسا" أخبرتني :")
المعلومات الواردة في هذه التدوينة مقتطفة من كتاب:
The Cosmic Perspective