الأربعاء، 5 يونيو 2013

أفغانستان... لا زلتِ أمنيتي!

في أفغانستان
يصنع الجنود الفقراء بعض المتفجرات
يصعدون بها إلى القمم الداكنة
ينسفون بها الجبال
يستخرجون من أحشائها أجود أحجار الزمرد
يجمعونها ويرتحلون حيث سيقايظون بها تجار السلاح
يسرحون في ميادين القتل والدم والجهل والفقر
ثم يموتون 
!
إلى بلد الزمرد يهفو قلبي، و لايزال
يوماً ما... سأرحل إلى هناك ولابد
أريد أن أهمس لك يا أ ف غ ا ن س ت ا ن 
لا ينبغي لحجر الزمرد أن يقتلك، أن يكون نزف دمك
إنه حجرُ الحبّ
 والوحدة 
والتناغم! 



السبت، 2 فبراير 2013

رواية، عاصفة الأعماق / لينكولن تشايلد!

رواية "عاصفة الأعماق" من ترجمة (حليم نسيب نصر) هي تقريباً أول روايات الخيال العلمي التي أقرأ
وكم كانت رائعة ومدهشة!!
بالرغم من أنني شعرت بالملل حد الغضب من المؤلف لإطالته أحداث الرواية، وكثرة تداخل الأحداث و الشخصيات، إلا أن ذلك كله تلاشى بعد نهاية الرواية! هي رائعة فعلاً... خيالية جداً، ولكنها دفعتني أحياناً للشعور أن أحداثا كهذه قد تحدث يوماً على كوكبنا!!

تبدأ الرواية باستدعاء الطبيب كراين لمعالجة حالات مرضية شاذة تفشت بين طاقم منصة ستورم كينج! منصة سرية جداً، تبدو للدول الأجنبية منصة تنقيب عن النفط في سواحل المتوسط، ولكنها أبعد من ذلك بكثير... أُعلم الطبيب كراين في طريقة إلى أعماق المؤسسة السرية، أن تحت هذه المنصة هناك في الأعماق، تكمن أنقاض قارة أتلانتيس الغارقة مما يزيد عن ألف سنة.
كل أعمال التنقيب كانت تأتي بنتائج غريبة! خارجة عن الواقع!
وكل العلماء كانو يعانون من مشاكل صحية غريبة!
تستمر الأحداث الطويلة للرواية، حتى يكتشف كراين أن ما تحت هذه المنصة ليس اكتشافاً تاريخياً فريداً، ولكنه أخطر من ذلك بكثير، إنه سرٌ غريب مليء بالقوة والطاقة الخارجة عن التصور! لذلك كانت الولايات المتحدة تسعى بكل ما أوتيت من سرية ومال وتكنولوجيا لإمتلاك هذا الكنز في سباق التسلح المحموم بين الدول الكبرى!

كانت أجهزة المؤسسة تستقبل اشارات غريبة لايمكن فكها من منطقة أسفل حزام الموهو (الحزام الفاصل بين القشرة الأرضية وطبقة الوشاح) وفي أثناء الحفر وبالاقتراب من الهدف أكثر، كانت مخلوقات غريبة تصل إليهم أسموها (الخوافر)... كائنات بديعة غاية في الجمال، تضيء منها اشعاعات بألوان غريبة وجميلة،، كان الطاقم قد بدأ دراسة هذا اللغز الغريب عن كوكب الأرض!
وبعد أحداث طويلة، تكتشف عالمة صينية، أن الإشعاعات الصادرة من هذا الكائن الصغير ممتدة على جميع مجال الطيف وجميع الترددات!! والأغرب من ذلك أن الطيف الصادر عنها لايمكن إلا أن يصدر من نجمٍ بعيد! وكان قد تطابق مع أحد النجوم المعروف في المجرة!

سعى الطاقم للوصول إلى ذلك الكنز المخبوء تحت الموهو... أحداثٌ كثيرة فائقة التشويق،،. أحداثٌ طويلة متداخلة ومعقدة! حتى يتبين للطبيب كراين في النهاية أن المشكلة المرضية التي تفشت كانت بسبب الخوافر التي تداخلت موجاتها مع أدمغة المقيمين في المؤسسة! كما اكتشف بمساعدة العالمة الصينية أن الخوافر ما كانت سوى تحذيرات لخطر محدق تحت الموهو، إنها نفايات نووية، دفنت في كوكب الأرض من كائنات فاقتنا بأشواط في التطور التكنولوجي! كانت قوتها قد فاقت قوة ثقوب سوداء مجتمعة!!

يستطيع كراين أن يساعد نصف عمال المؤسسة بالنجاة من الخطر المحدق من عمل تخريبي لإغراق المؤسسة بفعل أحد الطبيبات في المؤسسة، ومن أعمال الحفر التي أبى القائد العسكري من أن تتوقف... بالرغم من براهين الدكتور كراين!

إن كنت من عشاق الروايات الخيالية وكنت صبوراً على أحداثها الطويلة... فإني أنصحك بقراءة (عاصفة الأعماق)
:-)





الجمعة، 18 يناير 2013

أريدُ وأريد... أريدُ قبل الرحيل أن ...

هناك الكثير من الأمنيات التي ملأت قلبي...
صناديق طفولتي... 
دولاب غرفتي وأدراج سريري!
أريد أن أحقق الكثير من الأمنيات
أريد أن ألامس الكثير من الأحلام
والحياة ليست سولى... قصةٍ قصيرة!

وهنا سأكتب ما أريد تحقيقه قبل أن تحمل قصة حياتي الكلمة التي طالما ذيلتُ بها القصص التي أكتب "النهاية"
 أو
 "تمت بفضل الله"



:") 

الخميس، 25 أكتوبر 2012

طريقة لإسعادُ الأطفال في العيد (هديةُ العيد)

هذا العيد، فكرتُ في تغيير طريقة إعطاء الصغار للعيدية.... وأردتها أن تكون أكثر إبهاجاً، بأسلوب البساطة ذاته الذي أُحب :-)
وطبعاً... بمساعدة أخواتي الجميلات =)


كانت إحدى أفكار هذا العيد أولاً إرسال العيدية إلى الأطفال المرضى بالمستشفيات، فأودعناها مع مجموعة خيرية تتولى تقديم هدايا العيد للأطفال المرضى والمعسرين




ولا ننسى حديث رسولنا الحبيب عليه السلام: " أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله..."

الفكرة بسيطة جداً وغير مكلفة، بعض الحلويات (هي طبعاً غير صحية وأنا لا أحب إعطاءها للأطفال ولكن فقط في العيد)، ورق وألوان لتغليف الهدية :-)




ثم تبدو هكذا.... رسمنا لكل واحد شيئ يحبه  ^_^



سيستمتع بها الجميع :))


فتياتنا الجميلات...


و أبطالنا المشاكسون....


زمزم التقت الصورتين 8_8 


,، وكل عاااام وأنتم أجمل ,، 




far soul goes farther than it sees...!!

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

هيا نعدُّ النجوم!!

أخيراً استطعتُ قولها~

"هيا نعد النجوم"... فعندما كنت صغيرة، كانت أسطورة مزعجة تخيفني؛ "لا تعدي النجوم، وإلا سقطت عليك نجمة" :"(

بالرغم من ذلك كنت ولا زلت أحب مراقبة النجوم وتحركها في السماء -بدوران الأرض طبعا- طوال الليل~

وكنت مولعة بأشكالها والأساطير المنسوجة عنها، فمثلا "بنات النعش" لا زلن يحملن نعش أبيهن بحثاً عن الثأر منذ الأزل~ وأكثر سؤال يراودني: هل يمكن للأسطورة أن تكون حقيقة؟!
دعنا نعد النجوم~

توجد في سمائنا حوالي ٦٠٠٠ نجمة، منها ٢٠٠٠ نجمة مرئية خلال اليلة الواحدة!
أما شمنا فهي نجمة متوسطة الحجم من مئة بليون نجمة في مجرتنا درب التبانة (سبحآن الله الكبير المتعال)

لو أردنا عدها لإستغرقنا ٣٠٠٠ سنة بمعدل نجمة في الثانية دون توقف، دون نوم، دون أي نشاط آخر!

كما يوجد في الفضاء الكوني حوالي مئة بليون مجرة أخرى لكل واحدة ما معدله مئة بليون نجمة!! ولكل نجمة عشرات الكواكب السيارة~
فلو أردنا حساب المجرات أولا فسنحتاج آلاف أخرى من السنين، وآلاف أخرى لنعد نجومها~
فكم ياترى سنحتاج من الزمن لنحسب ( مئة بليون مجرة ضرب مئة بليون نجمة) ؟؟؟!

يقال: إن عدد النجوم في الكون يساوي عدد حبات الرمل في كل شواطئ العالم... فهل ستستطيع يا ترى حسابها؟؟؟! ستفني عمرك قبل الإنتهاء من إحصاء عُشرِها~
لا نملك سوى أن نهتف خشيةً و رجاءاً لفاطر هذا الكون الشاسع العظيم لأجلنا~ سبحان الله العظيم!!!

لن أعد النجوم، ليس خوفا من الأسطورة التي تناقلتها جداتنا في الماضي، ولكن لأنني قررت أن أجد وقتاً لدراسة عظمتها وعجائبها!


لن أخبر الجيل القادم عن أسطورة النجوم التي تهوي على من يعدها، لأنني تعلمتُ الآن أن الأرض لو اقتربت قليلاً فقط من أي نجمة فستبتلعها النجمة وتحرقها، فكيف يقولون أن النجمة تسقط على الأرض! كان ذلك يرعبني حقاً في طفولتي~ سأخبر الصغار عن أسطورة النجوم البعيدة التي تمتلك كواكبا يعيش عليها بشرٌ مثلنا، لم تخبرني جدتي بهذه الأسطورة، ولكن "ناسا" أخبرتني :")


المعلومات الواردة في هذه التدوينة مقتطفة من كتاب:

The Cosmic Perspective

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

كتاب~ أبي آدم... من الطين إلى الإنسان!


كتاب: في موكب أبي آدم، أبي آدم من الطين إلى الإنسان/ للدكتور: عمرو شريف

بسم الله~ لن أطيل حديثي حول هذا الكتاب، وليس حديثي عن موضوع التطور الموجه يعني بالضرورة إيماني به، وإنما لا أزال أبحث بعون الله عن حلٍ يروي فضولي وحيرتي، ففضلت قراءة كل وجهات النظر حتى أعرف طريقة تفكير هؤلاء العلماء الذين أبدعوا بحق في طريقة بحثهم العلمي المواكب لأحدث وأدق البحوث العالمية. 


قال الله تعالى: "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير" ~ سورة العنكبوت، الآية (٢٠) 

يبدأ الكاتب تقديمه للكتاب بهذه الآية الكريمة، ويشير إلى أمر الله بالسير في الأرض والبحث عن كيفية بداية الخلق. لقد ألهمتني هذه الآية كثيراً وصارت لي الرد المناسب لكل من يسألني عن الفائدة من دراسة علم الأحافير والبحث عن نشأة الحياة لأننا لن نستفيد من ذلك، ولكننا في الواقع سنستفيد من هذه الدراسات، حتى لو لم تفيدني شخصيا فإن معرفتي بها والبحث عن حقائقها سيساهم بلا شك في رفعة ديني وليكون لدي ما أحاج الماديون به ولأصبحت أن ديني لم يعطل عقلي ولم يجعل في الحياة مجالا للشكوك والأسرار، كل شيء ينكشف بالعلم! كل شيء بلا استثناء... هذه دعوة ديني :-) 
ينتهج الكاتب منهج التطور الموجه، وقد أسهبت في الحديث عنه في تدوينات سابقة في تلخيصي لكتاب الإيمان والتقدم العلمي.
لن أتحدث هنا عن تطور الكون من لحظة الإنفجار العظيم، وإنما سأبدأ في النقطة الأهم والأكثر حساسية، وهي نشوء الحياة و "تطورها". - لا أزال بعد أحب تغيير العبارة إلى: خلق الحياة ومسيرة تنوعها" 

يقول منهج هذا الكتاب أن الحياة على الأرض بدأت من مخلوقات بسيطة وحيدة الخلية واستمرت في التطور والارتقاء حتى ظهر الإنسان: أرقى المخلوقات.
يضم الكتاب الكثير من المعلومات والصور التي تشرح تطور الحياة بيولوجيا.
قال الله تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"~ تؤكد هذه الآية أن ينظر الإنسان ويفكر في "كيفية" الخلق! ويرى الكاتب أن خلق سيدنا آدم بيدي الله تعالى ليست خصوصية تؤكد الخلق الخاص!
تخبرنا علوم الفلك والجيولوجيا أن الله تعالى قد هيأ الأرض لإستقبال الحياة مدة ٨ مليار عام، وأن الأرض استغرقت ٤٠٠ مليون عام لتبرد، وجاء ذلك تنفيذا لأمر الله تعالى إذ قال للكون "كن فيكون".
نشوء الحياة~ يشرح الكاتب مستفيضا مع الكثير جداً من الأمثلة والأدلة العلمية، نشوء الحياة من المادة غير الحياة!
بدأت الحياة ببلورات الصلصال، ثم مركبات الكربون الأكثر تعقيداً وكفاءةً. ثم استفادت مركبات الكربون من تقنية حياة الصلصال وتفوقت عليها فنشأ ال RNA ثم ال DNA  وذلك حدث عندما تم نزع الأكسجين من ال DNA للحصول على أسلب جزيء في علم البولوجيا.
نشأت بعد ذلك أشباه الفيروسات ثم البكتيريا ثم عديدات الخلايا، وهنا يظهر إبداع الخالق جل وعلا في تنوع الحياة وانفجارها. قبل ذلك كان التطور يتدرج ممهدا للحياة الجديدة الأكثر تعقيدا من خلال  انتاج الطاقة ذاتيا دون الاعتماد على المصادر الكيميائية كما في السابق، وسيادة التوالد الجنسي، وتطور النظام العصبي والهرموني والمنادي، ونشوء ظاهرة الموت.
كما يذكر الكاتب مسيرة تطور عديدات  الخلايا وهي باختصار شديد كالآتي: الأسماك وحيوانات الماء إلى البرمائيات التي أصبحت قادرة على مغادرة الماء ولكنها لم تزل تعود إليه لوضع البيض، ثم حيوانات اليابسة بعد أن تطورت قشرة البيضة الصلبة حتى لا تضطر البرمائيات العودة إلى الماء، ثم ظهرت الجرابيات التي يقضي الجنين فترة في بطن أمه ثم يستطيع الخروج دون اكتمال نموه، وأخيرا ظهرت الميميات التي يكمل جنينها النمو كاملا داخل بطن الأنثى وتعتبر هذه المرحلة بداية الثدييات الأقصى في سلسلة التطور.
يشدد الكاتب على أن أصل الإنسان إنسان وأصل القرد قرد، ولكن جميع الثدييات لها أصل مشترك واحد، وترجع كلها إلى الأسماك ثم البرمائيات ثم القارات، وقبل ذلك طبعا هناك حياة الصلصال القديمة ثم الكربون ثم الرنا والدنا ووحيدات الخلية.
ولكن الكاتب يشرح بإسهاب التشابه الكبير بين القرد والإنسان وأشباه الإنسان القديمة، ويذكر أن الإنسان وجميع الكائنات تمر في المراحل الجنينية بجميع مراحل تطورها، فمثلا جنين الإنسان له خياشيم وذيل في أحد مراحل نموه، ويتحدث عن الاأعضاء اللاوي فئة في الإنسان مثل ضرس العقل الذي بدأ يختفي عند بعض البشر، ولكنني في الواقع أرى أن هذه الأعضاء ليست "لا وظيفية" ولكنها سرٌ لم يكتشفها الإنسان بعد، فمثلا كان الداروينيون يرون أن الزائدة الدودية عضو غير وظيفي، ولكنهم اكتشفت حديثاً وظيفة مهمة يقوم بها في الجسم لا تحضرني 



far soul goes farther than it sees

الخميس، 13 سبتمبر 2012

اغضب للرسول... بأخلاق الرسول*



إن مما يحزن كثيراً هذه الأيام، هو عرض الفيلم الأمريكي المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم)



وما قامت من بعده من احتجاجات في أنحاء العالم

كان لابد لنا من أن نغضب فعلاً

أن نغضب بكل مشاعرنا

لمّا مسونا في أعظم وأسمى مقدساتنا

غضباً... يجعلنا نعيد تفكيرنا، ونعود لأسلوب حياتنا... وطريقتنا في عرض ديننا العظيم!

إن هذا الإزدراء للإسلام في الغرب.... هو نتيجة لإساءات ممنهجة ومنظمة من قبل مؤسسات متخصصة بتشويه صورة الإسلام !

كما أنه سيكون نتيجة أيضاً.... لإسائتنا نحن المسلمين للإسلام... لأخلاق الرسول (صلى الله عليه وسلم)

كأن نهاجم الكنائس والسفارات... كأن نقتل الأبرياء الذين يقيمون في ذمة بلاد الإسلام... في أمان السلطة الإسلامية!!

هذا أمرٌ همجي ومحزنٌ فعلاً.... بعيدٌ عن الحكمة والتعقل... بعيدٌ عن أخلاق الرسول العظيم (صلى الله عليه وسلم)

أنا أشك فعلاً في أن تكون هذه التصعيدات قد تسبب بها مسلمون.... فأنا لا أفهم السياسة 
ولا أرى سوى عيوناً غربية متربصة على خيرات ليبيا ومصر و غيرها من الدول العربية الإسلامية
فمن تراه أشعل هذه الفتنه؟! الله وحده يعلم وهو المعين على هذه الأحوال!!!

إن الطريقة الوحيدة لرد الإعتبار لنا كمسلمون.... هو فقط الإعلام!

الطريقة الوحيدة للدفاع عن حرمة حبيبنا الرسول الأعظم (عليه وعلى آله السلام) 
هو أن نصعد نحو إعلام حديث هادف

لنبين لهم ... من هو محمد العظيم؟! لنخرجهم من هذه الظلمات.... إلى نور الحب ... حب رسولنا الأعظم ... محمد (صلى الله عليه وسلم)


فلنسأل أنفسنا: ما مدى معرفتنا بسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم؟! كم من القرآن نحفظ؟! و ماذا فعلنا لأجل الإسلام؟!

ولنشغل أرواحنا بالإجابة عن هذه الأسئلة...

~ ولا ننسى هنالك الإنترنت// عالمنا الكبير نحو نشر رسالتنا المستقيمة بالحب والنور~

فداك روحي يا ربيب القلب... يا رسول الله!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*العنوان: مقولة للإعلامي أحمد الشقيري


far soul goes farther than it sees

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

الإستنساخ المُرعب!!

شاهدتُ قبل أيام برنامجاً وثائقياً في قناة الجزيرة الوثائقية بعنوان "الخلية"
يدأ البرنامج بمشهد تخيلي عن المستقبل حيث يمشي الأطفال المستنسخون في الشوارع دون أن يلتفت إليهم أحد، في حين أن ضجة عالمية كبيرة حدثت حينما استنسخ أول طفلٍ بشري طابق مليارديراً روسياً في ٢٠١٥




سيكون ذلك مخيفاً حقاً لو حدث ولكنه قطعاً لن يحدث؛ فالله أعظم من علمهم السيء هذا، وهم أوضع وأضعف من فعل ذلك... فالخلق لله وحده وله تعود قدرة التحكم بكل أوصافه المُعجَزة!
قام عالم بيولوجي أمريكي بمحاولة لإستنساخ إنسان... بدأ الجنين إنقساماته الأولية ثم فجأة وبعد أيام قليلة ماتت هذه الخلايا...!
لكن الأمر المرعب هو دخول الإستنساخ للخلايا الجذعية في مجال العلاج... تبيع النساء الفقيرات في دول الجنوب بويضاتهن -معرضات بذلك أنفسهن لمخاطر جمة- لعيادات مختصة بذلك لتبيعها لأشهر المستشفيات الصينية للعلاج بالخلاياالجذعية... حيث يتعالج هناك أكثر سكان العالم ثراءاً!
ماهية هذا العلاج كانت السبب الرئيسي لتعرقل مسيرة المختبرات المختصة في الولايات المتحدة، حيث تعارض الكنيسة والكثير من الناس بمختلف انتماءاتهم الثقافية والدينية هذا العلاج، و يمارسون كل وسائل الضغط على حكوماتهم لإيقاف عمل هذه الأبحاث... لأن هذا العلاج يتطلب إدخال خلايا جسدية معينة لبويضة إمرأة واهبة بعد إزالة حمضها النووي، وعندما تبدأ بالنمو وتصل لحجم محدد يتم إيقافها وإستخدامها كعلاج!
وإن ذلك الأمر كما يقول المعارضون ليس إلا قتل جنين في مراحل نموه الأولية!!
والأمر الأسوأ من ذلك يحدث في الصين، حيث يتم استبدال البويضة البشرية ببويضات أرانب - لقلة تكلفتها وسهولة الحصول عليها- !!!!
لا أرى إلا أن الإنقسامات ستنتج كائناً شائهاً ببويضة أرنب و خلايا إنسان!!!!
انتهى البرنامج بحوار مع أحد أشهر العلماء الأمريكان في مجال الاستنساخ، لا يحضرني اسمه الآن، لقد كان حواراً قاسيا جداً ... إنه يبحث عن إيصال الإنسان لمرحلة الخلود، ويعرض منهجا وطريقة تجعل الإنسان أكثر قوة وصحة وتخلده في هذا الكون...
أتسائل لما يسعى الإنسان للخلود وما خلقه الله إلا ليقيم عليه الحجة يوم الحساب أ من أهل الجنة هو أم النار؟؟!
والله أصلاً ليس بحاجة لنا - جل شأنه- !

الجمعة، 7 سبتمبر 2012

كتاب "الإيمان والتقدم العلمي" (2) التطور الموجه

سأتابع تدويني عن كتاب الإيمان والتقدم العلمي، وسأتحدث هنا بإذن الله عن أحد أكثر المواضيع التي تستهويني، ألا وهو نظرية التطور، وهنا بالتحديد عن مذهب الدكتور هاني رزق وهو "التطور الموجه" 



يقول المؤلف:
"انتقل الكون من حالة الشوش إلى حالة الانتظام، ومن البنية الأبسط إلى البنية الأعقد، ومن المادة ذات الوظيفة الأقل كفاءة إلى المادة ذات الوظيفة الأكثر كفاءة، في تطور موجه لا دور للمصادفة فيه "


و سأكتب هنا في نقاط، أهم محطات التطور من أول شكل للحياة وحتى الأشكال المعقدة التي نراها اليوم، ونحن بالطبع أحد أهم هذه الأشكال وأكثرها حداثة -من حيث تاريخ الوجود على الأرض- وتعقيداً.... 

نحن معقدون بحق، للدرجة التي تجعلني أدون في الشبكة العنكبوتية ويجعلكم تقرؤون!
ولا عجب... فنحن أكرم خلق الله الذي  "خلقنا" في أحسن تقويم

مسيرة التطور الموجه (كما وردت في الكتاب):
  1. فوتونات حرارية وبنى غشاء حويصلية ووترية وقوة طبيعية واحدة
  2. (بعد الانفجار الأعظم) ولادة الكون: تحول الطاقة إلى مادة: كواركات وإلكترونات
  3. (انخفاض حرارة الكون: تبرد) ولادة الثقالة.
  4. (انخفاض حرارة الكون: تبرد) ولادة القوة النووية الشديدة
  5. (تطور موجه) تكون البروتونات والنيوترونات
  6. ( انخفاض حرارة الكون: تبرد) ولادة القوى النووية الضعيفة والقوة الكهرومغناطيسية.
  7. (تطور موجه) تكون الهيدروجين والهيليوم وبذور المجرات.
  8. (تفاعلات) تكون العناصر ومركباتها.
  9. (تفاعلات) الماء والحساء البدئي
  10. (تقانة خفيضة) عالم بلورات الصلصال (عالم الصلصال أو السيليكا كان أكثر صلابة وأقل مرونة في تشكيل الروابط من عالم الكربون المرن والأكثر كفاءة والأعلى تقانة، لذا سيسود عالم الكربون على عالم الصلصال فيما بعد)
  11. (تطور موجه)  المركبات العطرية للكربون+ الفورم ألديهيد+ حمض السيانيدريك+ الأدينين والغوانين.
  12. (إشعاعات) الأسس الأربعة والريبوز والفوسفات.
  13. (تقانة رفيعة) عالم RNA: تحفيز بروتينات كائنات أساسها RNA
  14. (تقانة أرفع) عالم DNA + ريبوزومات وريبوزيمات وتطور موجه لبدائيات وحيدة النوى
  15. (تطور موجه) حقيقيات النوى وحيدات الخلية.
  16. (تطور موجه) عديدات الخلايا.
  17. (الإنفجار الكمبريي) ظهور مخططات أجسام حيوانات اليوم.
  18. (تطور موجه) جملة عصبية-هرمونية-مناعية.
  19. (تطور موجه) ذاكرة خلوية.
  20. (تعرف) التخاطب الخلوي+ الإنسان خليفة الله في الأرض.
هذا وقد تحدث المؤلف باسهاب عن جميع هذه النقاط، ويمكنكم الرجوع إلى كتابه "الإيمان والتقدم العلمي" أو إلى موسوعتة الأكثر شمولاً التي تحمل عنوان "موجز تاريخ الكون: من الإنفجار الأعظم إلى الاستنساخ" 

أما الآن فسؤكمل ما ابتدأت به الحديث عن التسلسل الزمني لتطور الكون من الحظة "صفر" في مدونتي السابقة عن الإنفجار الأعظم:

  • عمر الكون مليار عام: تكون المجرات وحجم الكون أصغر بقليل من حجمه الحالي.
  • عمر الكون 8.4 مليار عام: ولادة المجموعة الشمسية ومعها الأرض ( أصبح عمر الأرض الآن 4.6 مليار عام) 
  • عمر الأرض 600 مليون عام: تتالي الكوارث الثلاث على الأرض:
  1. الرجم بأمطار هائلة من الشهب والنيازك والصخور الكونية الهائلة.
  2. تجمد كل شيء على الأرض بسبب ضعف إشعاع الشمس الفتية.
  3. اجتياح عواصف الأكسجين السام، ونشوء حياة الصلصال ذات التقانة الخفيضة.

  • عمر الأرض 800 مليون عام: سيادة عالم RNA ذي التقانة الرفيعة.
  • عمر الأرض 900 مليون عام: بداية عالم DNA واستمرار حياة RNA
  • عمر الأرض 3400 مليون عام : انفصال المملكة الحيوانية عن المملكة النباتية، وسيادة عوالم DNA
  • عمر الأرض 4100 مليون عام: الإنفجار الكمبري لعالم الحيوان
  • قبل ثلاثة ملايين عام: بدايات ظهور الإنسان القديم.
  • قبل خمسين ألف عام: ظهور الإنسان العاقل وبداية تشكل الجمهرات البشرية وهجراتها.



  هناك الكثير من الأحداث التي تخللت مسيرة التطور ستتعرف تفاصيلها بالرجوع لهذا الكتاب ولا مجال لذكرها هنا....

أتسائل كثيراً عن بدايات خلق الإنسان، واعتباره إنسانا قديماً وحجريا وفي بعض المراجع (حيوانيا) ؟؟؟!!

وما نؤمن به أن بداية البشرية كانت في خلق سيدنا آدم وأمنا حواء.... فلاشك هنا أنه عندما نزلا إلى الأرض -وكان ذلك أول ظهور للإنسان- كانت قد مرت على الأرض أحقاب طويلة جدا ظهرت فيها الحياة النباتية والحيوانية وانقرض الكثير من أشكالها -أهمها وأشهرها: انقراض الديناصورات والعديد من أشكال الحياة الأخرى- ولم يكن ذلك عبثاً وإنما حكمة من الله تعالى بلاشك وقد يكون لتهيئة تراب الأرض و هوائها لظهور الإنسان... وأتذكر هنا قول الله تعالى: "هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكم شيئاً مذكوراً" 
وبما أن سيدنا آدم كان أول من ظهر على الأرض، فأنا لا أعتقد أنه كان بدائيا بالدرجة التي يتصورها الكثير
وإن الإنسان يظل إنسانا، مبتكراً مبدعاً ذكياً جداً.... يسخر كل شيء خلقه الله- لأجله ليلبي احتياجاته
وإن ما يجعل الإنسان قديما... إنما هو فقط نقص المعرفة بما حوله وقلة الموروث الثقافي وليس ضعف التفكير و بساطة تركيب العقل الذي ينحدر به لمرتبة الحيوان ، وما جَعَلنا نحن أحداثا إنما هو تراكم المعارف التي توارثناها منذ حوالي ألف سنة... فشكلت كنزا نكمل به مسيرة التطور التي ابتدأت منذ خلق سيدنا آدم ونزوله على الأرض.
ولا نعلم فعلاً عن الحضارات العظيمة التي اندثرت منذ آلاف السنين.... قد تكون سبقتنا بأشواط كثيرة! 
فنحن نقرأ في القرآن الكريم... عن حضارة سيدنا سليمان التي لم يُخلق قبلها ولا بعدها شيءٌ مماثل... فكيف تراها كانت؟؟؟! 
هي بلا شك أعظم من حضارة إنسان القرن الواحد والعشرين!!

وحريٌ بنا أن نتسائل: كيف ستكون حضارة الإنسان بعد عشرة آلاف سنة من الآن... ونحن قد سافرنا اليوم إلى القمر، ورسلنا مقارب ومسابر الفضاء إلى بلوتو وإلى خارج حدود مجرتنا، فها هو مقراب السماء هابل يصور لنا النجوم والمجرات من حولنا... وهاهو كيبلر يبحث عن كواكب ونجوم جديدة ويحل في كل يوم أسئلتنا القديمة!
وهاهو نيوهورايزونز قد انطلق منذ سبع سنوات باتجاه بلوتو!!

سنترك لهم موروثا علميا عظيما بحق وسيكملون هذه المسيرة لحضارة أكثر تطوراً! 
فإن وصلهم سيعتبروننا وقتها بدائيون و قد ينسون أننا مهدنا لحضاراتهم 
ومن يدري: لعل كارثة ستحل على الأرض وتُفني كل معارفنا... ليبدأ الإنسان من جديد  حياته بلا موروث علمي... ويبدأ رحلة البحث عن المعرفة "بنفس العقلية التي حملها أول إنسان على هذه الأرض" !!


far soul goes farther than it sees

الخميس، 6 سبتمبر 2012

فيديو مؤثر لفريق كويتي-قطري في بورما مع الدكتور نبيل العوضي~

مقطع الفيديو هذا يختزن أحزاناً لا حصر لها
ستشعر بالعجز و بآلام كثيرة.... كثيرة جداً لدرجة  البكاء



أنا لن أمشي بعدها مرفوعة الرأس إذ ارتضيت لأخواتي المسلمات كل هذا الذل لهن ولأسرهن.... لن أرتاح بعد اليوم إذ رأيت دموع الرجال والشيوخ
وتهافت الأطفال حول الشيخ للحصول على حصة من عطائه! 
نحن لن نستطيع مساعدتهم أبدا إلا من خلال التبرع الإلكتروني كأبسط طريقة
لذا إني أرجوكم، أرجوكم، أرجوكم أن لا تقرؤوا هذا المقال دون إيداع بعض الدولارات في حسابات مبرة طريق الإيمان أو الجمعيات القطرية التي تولي قضية بورما أهمية كبيرة أو عن طريق موقع human appeal 
الذي قام في شهر رمضان بحملة مهمة على قناة الرسالة من تقديم الدكتور محمد الثويني

هذا رابط مباشر للتبرع لإغاثة بورما من موقع هيومان أبيل إنترناشونال  human appeal  international 


far soul goes farther than it sees

كتاب "الإيمان والتقدم العلمي" (1) خلق الكون


سأقوم بإذن الله بتقسيم قرائتي لهذا الكتاب لمجموعة تدوينات نظرا لكثافة المادة العلمية واهتمامي الكبير بالمواضيع الواردة فيه.

كتاب "الإيمان والتقدم العلمي"... دراسة للدكتور هاني رزق و الدكتور خالص جلبي~

ينقسم هذا الكتاب القيم -الذي احتوى الكثير من الاجابات لأسئلتي حول الثورة العلمية في مجالات التطور البيولوجي والانفجار
  الكوسمولوجي والاستنساخ ونظرية الشوش وغيرها من الاكتشافات الحديثة في عوالم الذرة- إلى ثلاثة أقسام

القسم الأول بعنوان: التطور الموجه \للدكتور هاني رزق
القسم الثاني بعنوان: الثورة العلمية الحديثة والإيمان \للدكتور خالص جلبي
القسم الثالث: تعقيبات على  المعلومات الواردة في هذا الكتاب



 (1) الإنفجار الأعظم وخلق الكون

بدأ الدكتور هاني رزق حديثه حول الكون ونظرية الانفجار الأعظم

: إذ يتألف الكون من ثلاث مكونات رئيسي 
  1. الإشعاع أو الفوتونات : وهي جميع اشعاعات الطيف الكهرومغناطيسي بما فيها الضوء المرئي
  2. المادة: كالنجوم والمجرات وعناقيد المجرات والكواكب وكل الأشياء غير الحية والحية مثلنا نحن البشر
  3. المادة السوداء الباردة التي تعمل على عدم انفلات الكون وعدم انسحاقه وانكماشه، فتحفظ المجرات بنجومها وكواكبها من الفناء -بقدرة الله- 

ويتحدث الكاتب عن القوى الطبيعية الأربع والتي تمثل إرادة الله التي لا يصيبها التبدل وهي خالدة موجودة منذ خلق الكون وهي كالآتي:

  1. قوة الثقالة التي تسقط التي الأجسام باتجاه مركز الأرض وهي المسؤولة عن تشكل المجرات وعناقيدها.
  2. القوة النووية الشديدة، التي تجعل العناصر متماسكة وثابتة إذ تربط الكواركات لتشكل البروتونات والنيوترونات~ وهي قوية جدا بحيث يؤدي تحطيمها إلى تحول المادة إلى طاقة (تماما كتلك القوة الإلهية العظيمة التي حولت الطاقة إلى مادة حينما نشأ الكون وخُلقت نجومه الأولية بالانفجار الأعظم) . كما يتم تشكل الطاقة بمعادلة آينشتاين الشهيرة (E=m c2) ويمكن عمليا تحويل جزء من المادة إلى طاقة في المفاعلات النووية!
  3. القوة النووية الضعيفة، التي تجعل إلكترونات الذرة تدور حول نواتها.
  4. القوة الكهرومغناطيسية، التي تؤدي لإنتشار الضوء، وهي مسؤولة أيضا عن الكثير من التفاعلات الكيميائية المهمة.
وإن هذه القوى الأربع، ولدت تدريجيا أثناء تبرد الكون، وكانت موحدة جميعها في قوة متفردة قبل حدوث الإنفجار الأعظم
وحينما حدث الانفجار الأعظم (في اللحظة صفر من عمر الزمن) في نقطة لانهائية الصغر والكثافة والسخونة (تجاوزت حرارة بلانك وقل صغرها عن طول بلانك، التي لايمكن تجاوزها فيزيائيا في الطبيعة)  وُلدت هذه القوى تدريجيا وخلق الله  الزمن حينها!

ويصف الكاتب نظرية الانفجار العظيم بارادة الله في خلق الكون، ويورد الكثير من الأدلة العلمية التي جاء بها التطور العلمي الهائل في مجال الفضاء، أهمها اكتشاف توسع الكون.

 وأذكرهنا آيات قرآنية قد تكون إشارة إلهية لخلق الكون وهي الآية ثلاثين من سورة الأنبياء:
قال تعالى: "أولم يرَ الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي" 

وهناك آية قرآنية قد تكون دلالة على توسع الكون وهي الآية 47 من سورة الذاريات:
قال تعالى " والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون" 


ويعارض الكاتب بشدة مبدأ الشوش في خلق الكون - الداروينيين مثلاً يعتقدون بمبدأ الشوش واللا انتظام في خلق الحياة- إذ انتقل الكون منذ بدء خلقه إلى حالة الانتظام

وسأقوم بايراد مراحل تكون الكون -التي تحدث الكاتب عنها باسهاب- على عدة نقاط بايجاز:
  • عندما كان عمر الكون جزء من مئة مليون مليار مليار مليار من الثانية، وهبطت حرارته إلى ألف مليار مليار مليار كلفن: تجمدت القوة النووية الشديدة وانفصلت عن القوى النووية الضعيفة والقوة الكهرومغناطيسية، وأصبح الكون بحجم البرتقالة.
  • عندما أصبح عمر الكون الوليد جزء من مئة ألف مليار مليار مليار جزء من الثانية، وكانت حرارته قد هبطت إلى عشرة ملايين مليار مليار كلفن: تشكلت المادة التي شكلت الالكترونات والكواركات (التي ستشكل نيوترونات وبروتونات المستقبل) وتشكلت كذلك مضادات الكواركات (يعرف في فيزياء الجسيمات العنصرية أن لكل جسيم عنصري جسيم مضاد له يتفانى معه عند التصادم).
  • عندما أصبح عمر الكون الوليد جزءا من مئة مليار من الثانية، هبطت حرارته إلى مليون مليار كلفن: تجمدت القوى النووية الضعيفة والقوى الكهرومغناطيسية وانفصلتا. (هنا يشير الكاتب إلى أن ولادة القوى الأربع كانت لتضبط الكون من حالة الشوش إلى حالة الانتظام، ومن البنية الأبسط إلى البنية الأعقد، ومن المادة ذات الوظيفة الأقل كفاءة إلى المادة ذات الوظيفة الأكثر كفاءة، في تطور موجه لا دور للمصادفة فيه - كنت قد قرأت في وقت سابق مقتطفات من كتاب صانع الساعات الأعمى لأشهر الملاحدة الدارويين وهو ريتشارد دوكنز الذي يصف تطور الحياة بصانع الساعات الذي يصنع أمورا معقدة ولكنه أعمى... كالتطور الذي يسير بالمصادفة المطلقة نحو التعقيد والكمال- وأنا أعارض هذا المبدأ الغير عقلاني تماما فهو يتنافى مع الفكر الإسلامي والإنساني وكذلك الدكتور هاني رزق يتبنى منهجا معارضا للتطور بالمصادفة وانما ينتهج منهج التطور الموجه ).
  • وفي اللحظة التي أصبح فيها الكون بعمر جزء من مليون من الثانية، هبطت حرارته إلى عشرة آلاف مليار كلفن: حدث ما يُعرف بمذبحة الكواركات، إذ تفانى العدد الأكبر من الكواركات مع مضاداتها، وشكل ما نجى من هذه الكواركات المادة كما نعرفها اليوم فقد شكلت بروتونات ونيوترونات نوى الذرات، وكان أول ما شكلته البروتونات هو نوى ذرات الهيدروجين، وأصبح الكون الآن بحجم المنظومة الشمسية.
  • عندما أصبح عمر الكون ثانية واحدة، وهبطت حرارته إلى عشر مليار كلفن: توقف تفاني مضادات الكواركات.
  • في عمر مئة ثانية، هبطت حرارة الكون إلى مليار كلفن: تكونت أول نوى الهيدروجين والهيدروجين الثقيل والهيليوم.
  • في عمر ثلاثة آلاف عام، انخفضت حرارة الكون إلى ألف كلفن: استطاعت نوى الذرات أسر الألكترونات لتبقى تدور حولها.
  • في عمر مليار عام: بدأت المجرات بالتكون من السديم الكوني المكون من الهيدروجين والهيليوم، ومركبات غازية أخرى.




تحدث المؤلف في نهاية هذا الفصل عن  المجرات، فهي تعنقد هائل من النجوم، تترابط جميعها ثقاليا لتبقى في مواقعها، وتأخذ المجرات أشكال مختلفة : إما إهليجيا، أو حلزونيا، أو عدسياً، ولمجرتنا درب التبانة شكل حلزوني، وتقع مجموعتنا الشمسية في أحد الأذرع الخارجية لمجرتنا.

وإن أقرب مجرة منا هي مجرة المرأة المسلسلة، وهناك جسمان كونيان مهمان يجاوران مجرتنا، وهما سحابتا ماجلان، وتظهر السحابتان على شكل لامع بديع في نصف الكرة الجنوبي، فدخلتا في أساطير القبائل الأسترالية والإفريقية القديمة!

ويمكن للمجرة الواحدة أن تحتوي على مئة مليار نجم، ويقدر عدد المجرات في الكون بمليار مجرة!

فسبحان الله العظيم في خلقه... علينا أن نتفكر دوماً في هذا الامتداد العظيم للكون وفي الكم الهائل من مجراته و كم النجوم وكواكبها وتوابعها الكونية في كل مجرة!

نهاية الجزء (1) من قراءة كتاب الإيمان والتقدم العلمي


far soul goes farther than it sees

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

كتاب " الجيولوجيا عند العرب" لـ د. علي السكري



كان هذا الكتاب مشوقاً للغاية ولقد روى فضول سنوات ثلاث منذ دخولي للجامعة والتحاقي  -بفضل الله- بقسم الجيولوجيا الذي أحببت! 



كنت أبحث طويلاً عن كتاب يضم معارف العرب واسهاماتهم في مجالات الجيولوجيا
 فأنا أدرك عظمة الموروث العلمي الذي تركوا
فبدأت البحث عن اسهامهم الحتمي في الجيولوجيا وعلمت بعدها أن ما درسناه في تاريخ الجيولوجيا في الجامعة كان اجحافا بحق 
هؤلاء العظماء وانجازاتهم الكبيرة في نظريات الجيولوجيا المختلفة التي اقشعر بدني عند قراءة نصوصها التي تطابق بشكل كبير ما 
كنا ندرسه من موضوعات حديثة في علوم الأرض!

ولقد اهتديت بفضل الله لقراءة كتاب "الجيولوجيا عند العرب للدكتور علي سكري" وأحب أن يرجع القارئ المهتم بهذا المجال إلى قراءة هذا الكتاب الذي نشرته "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" كما أن هناك كتاب آخر أكثر شمولا للدكتور زغلول النجار بعنوان "علوم الأرض في الحضارة الإسلامية" نشرته الدار المصرية اللبنانية... لم يتسنى لي قرائته بعد وسأقرأه قريبا  بإذن الله... والكتابان متوفران في المكتبة الرئيسية بجامعة السلطان قابوس!

سأتحدث هنا عن مقتطفات من كتاب الجيولوجيا عند العرب وأكثر ما أحببت وأثر في:

قسّم المؤلف الكتاب إلى ثمانية فصول مختصرة كالآتي:

علم المعادن والأحجار الكريمة
لقد توارث العرب معارفهم عن الأحجار الكريمة والمعادن وعرفوا خواصها وأماكن تواجدها واستخداماتها وثمنها كما أجروا عليها اختبارات كيميائية "وأهمهم الكندي" كمعالجتها بالأحماض والخل وتسخينها بالنار
وعرف العرب ظاهرة "التبلور" إذ تحدثوا عن الأشكال الهندسية المحددة التي تتميز بها بعض المعادن كالزمرد والألماس
وتحدثوا عن اللون والشفافية والمحك أو كما نسميه "الستريك
وقد ركزوا على الألوان وقسموها إلى درجاتها المتفاوته
ويمكننا أن نجد ذلك في كتاب البيروني المسمى "الجماهر في الجواهر" 
ولاحظوا أيضا الشوائب والصلابة والوزن النوعي وقاسوا بدقة عجيبة أوزان بعض المعادن فمثلا 
وضع عبدالقادر الطبري جدولا حدد فيه الأوزان النوعية للذهب والفضة والنحاس والحديد
وتقترب بعض هذه الأوزان بدقة كبيرة من الأوزان الحديثة

علم الصخور
 أما "ابن سينا" الذي يعتبره المؤلف مؤسس علم الجيولوجيا عند العرب فقد ذكر بطريقة جميلة في كتابه الشهير "الشفاء" في الفصل
الخاص بالمعادن والظواهر العلوية "الجوية" ،ذكر تكوين الأحجار إما من الطين بالجفاف أو من الماء بالبخار أو الترسيب وأشار أيضا إلى تكون الحجارة من النار
ويذكر ابن سينا أيضا ظاهرة تتابع الطبقات أو السوبر بوسيشن وأدرك قيمة الحفريات البحرية التي قد توجد على ظهر اليابسة أو في الجبال وأذكر هنا نصه الرائع:
"فيشبه أن تكون هذه المعمورة قد كانت في سالف الأيام غير معمورة، بل نغمورة في البحار، فتحجرت عاما بعد الانكشاف قليلا قليلا في مدد لا تفيء التأريخات بحفظ أطرافها، وإما تحت المياه لشدة الحرارة المحتقنة تحت البحر، والأولى أن يكون بعد الانكشاف، وأن تكون طينتها تعينها على التحجر، إذ تكون طينتها لزجة، ولهذا ما يوجد في كثير من الأحجار، إذا كسرت أجزء من الحيوانات المائية كالأصداف وغيرها" 
قام العرب أيضا بتقسيم النيازك إلى نوع حجري وآخر حديدي
وعرفوا أيضاً تكوين الرمال من عدة معادن متباينة
فسبحان الله الذي ألهم العرب باجتهاداتهم وتأملاتهم وتجاربهم ودقة ملاحظاتهم كل هذه المعلومات التي نكشفها اليوم بالتجارب والدراسات المستفيضة! 

الجيولوجيا الطبيعية

علم البحار
كتب العرب باسهاب في جغرافية البحار وتكونها وانتقالها وبرعوا في الملاحة ولا يخفى علينا اختراعاتهم الشهيرة كالأسطرلاب والبوصلة المسماة ب"ببيت الإبرة

علم الحفريات ونظرية التطور
قد لا أوافق المؤلف بعض ما ذكره عن نظرية التطور التي لا أؤمن بها لعدم مطابقتها لمبدأ الإيمان والخلق وما ذكره عن حديث علماء العرب عن فكرة تطور الإنسان من القردة كأن ينقل ما كتب ابن سينا في عبارة مختلف عليها أشد الاختلاف لما لها من تباينات كبيرة إذا ما تغير المعنى حيث يقول ابن سينا "واتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه، وانتهى في تدرج التكوين إلى الإنسان صاحب الفكر والروية ترتفع إليه من عالم ( قيل القردة وقيل القُدرة) الذي اجتمع فيه الحس والادراك، ولم ينته إلى الفكر والروية بالعقل، وكان ذلك أول أفق من الانسان بعده" وهنا أقف أنا اعتراضا على ترجيح الكاتب بأن تكون الكلمة الواردة في نص ابن سينا القِردة... فمحال على العقل المؤمن المستنير أن يتخيل تطور الإنسان العاقل من القردة 
وقد أوافقه وأوافق ما ذكر العرب عن تطور الحياة من المعدن إلى النبات إلى الحيوان كما ذكر ابن خلدون ""ثم انظر إلى عالم التكوين كيف ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة من التدرج"... نظرا لإهتمامي بآراء الدكتور هاني رزق في حديثه عن التطور الموجه
وأتحفظ على ذلك أيضا -لتأثري الكبير بكتابات الدكتور زغلول النجار والدكتور صبري الدمرداش المعارضة لتطور الكائنات بشكل عام- فلا أزال أبحث في فرضية تطور الحياة في جميع فروعها -عدى تطور الإنسان من القدرة فذلك معارضة صريحة لآيات الله التي تتحدث عن خلق الإنسان في أحسن تقويم ومعارضة أيضا لحديث الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) حينما سُئل عن بني اسرائيل الذين خسف الله بهم إلى قردة وخنازير،كما جاء في نص الحديث : "يارسول الله هل القردة والخنازير المنتشرة على الأرض نفس الذين مسخوا من بني اسرائيل؟" قال: "لا، ذلك خلقٌ كان"  فلاذنب لأبنائهم من بعدهم إن هم تناسلوا وهذه رحمة من الله أن جعلهم لا يتناسلون، وعبارة "ذلك خلقٌ كان" قد تدل على خلق القردة  قبل البشر بخمسين مليون سنة -كما تحدث الدكتور زغلول النجار في أحد حواراته- وقد تدل على أن المسخ إنما كان حادثة مارة لا امتداد ولا أثر لها ... وهناك الحديث المشور للرسول علية الصلاة والسلام "خلق الله آدم على هيئته .... طوله ستون ذراعاً" إلى آخر الحديث-  وأسأل الله أن يرشدني للحل الصواب لهذه المعضلة بإذنه

 وجميل أيضاً أن أعرف أن ابن سينا تحدث عن انفجار الحياة وانقراها في بعض الأزمنة ولكنه ذكر أيضا اعادة الحياة بالتولد دون
 التوالد... فهل هذه اشارة لتطور الأجناس الموشكة على الانقراض حتى تتناسب مع البيئة الجديدة بعد الكارثة!!؟؟

المساحة والخرائط

التعدين

ملامح الجيولوجيا عند العرب
تحدث العلماء العرب أيضا بتفاصيل مختلفة عن ظواهر جيولوجية مختلفة كالبراكين والزلازل وتكون الجبال
ولهم اسهامات كبيرة في علم الطقس المُسمى وقتها بـ "العوالم العلوية" أو ما نسميه اليوم الميتيورولوجي

ليس هذا غريبا أبداً على علمائنا العظام من العرب والمسلمين الذين عاشوا قبلنا بحوالي ألف سنة واكتشفوا كل هذه الأمور التي يصعب علينا اليوم في هذا العالم المتطور والمتسارع أن نصل لمدارجهم! فمتى يا ترى سنعود كما كنا وكما ينبغي لنا كمسلمين أن نكون... أسياد العلم ورواده وحاملي راياته في كل المجالات



far soul goes farther than it sees