الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

كتاب~ أبي آدم... من الطين إلى الإنسان!


كتاب: في موكب أبي آدم، أبي آدم من الطين إلى الإنسان/ للدكتور: عمرو شريف

بسم الله~ لن أطيل حديثي حول هذا الكتاب، وليس حديثي عن موضوع التطور الموجه يعني بالضرورة إيماني به، وإنما لا أزال أبحث بعون الله عن حلٍ يروي فضولي وحيرتي، ففضلت قراءة كل وجهات النظر حتى أعرف طريقة تفكير هؤلاء العلماء الذين أبدعوا بحق في طريقة بحثهم العلمي المواكب لأحدث وأدق البحوث العالمية. 


قال الله تعالى: "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير" ~ سورة العنكبوت، الآية (٢٠) 

يبدأ الكاتب تقديمه للكتاب بهذه الآية الكريمة، ويشير إلى أمر الله بالسير في الأرض والبحث عن كيفية بداية الخلق. لقد ألهمتني هذه الآية كثيراً وصارت لي الرد المناسب لكل من يسألني عن الفائدة من دراسة علم الأحافير والبحث عن نشأة الحياة لأننا لن نستفيد من ذلك، ولكننا في الواقع سنستفيد من هذه الدراسات، حتى لو لم تفيدني شخصيا فإن معرفتي بها والبحث عن حقائقها سيساهم بلا شك في رفعة ديني وليكون لدي ما أحاج الماديون به ولأصبحت أن ديني لم يعطل عقلي ولم يجعل في الحياة مجالا للشكوك والأسرار، كل شيء ينكشف بالعلم! كل شيء بلا استثناء... هذه دعوة ديني :-) 
ينتهج الكاتب منهج التطور الموجه، وقد أسهبت في الحديث عنه في تدوينات سابقة في تلخيصي لكتاب الإيمان والتقدم العلمي.
لن أتحدث هنا عن تطور الكون من لحظة الإنفجار العظيم، وإنما سأبدأ في النقطة الأهم والأكثر حساسية، وهي نشوء الحياة و "تطورها". - لا أزال بعد أحب تغيير العبارة إلى: خلق الحياة ومسيرة تنوعها" 

يقول منهج هذا الكتاب أن الحياة على الأرض بدأت من مخلوقات بسيطة وحيدة الخلية واستمرت في التطور والارتقاء حتى ظهر الإنسان: أرقى المخلوقات.
يضم الكتاب الكثير من المعلومات والصور التي تشرح تطور الحياة بيولوجيا.
قال الله تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"~ تؤكد هذه الآية أن ينظر الإنسان ويفكر في "كيفية" الخلق! ويرى الكاتب أن خلق سيدنا آدم بيدي الله تعالى ليست خصوصية تؤكد الخلق الخاص!
تخبرنا علوم الفلك والجيولوجيا أن الله تعالى قد هيأ الأرض لإستقبال الحياة مدة ٨ مليار عام، وأن الأرض استغرقت ٤٠٠ مليون عام لتبرد، وجاء ذلك تنفيذا لأمر الله تعالى إذ قال للكون "كن فيكون".
نشوء الحياة~ يشرح الكاتب مستفيضا مع الكثير جداً من الأمثلة والأدلة العلمية، نشوء الحياة من المادة غير الحياة!
بدأت الحياة ببلورات الصلصال، ثم مركبات الكربون الأكثر تعقيداً وكفاءةً. ثم استفادت مركبات الكربون من تقنية حياة الصلصال وتفوقت عليها فنشأ ال RNA ثم ال DNA  وذلك حدث عندما تم نزع الأكسجين من ال DNA للحصول على أسلب جزيء في علم البولوجيا.
نشأت بعد ذلك أشباه الفيروسات ثم البكتيريا ثم عديدات الخلايا، وهنا يظهر إبداع الخالق جل وعلا في تنوع الحياة وانفجارها. قبل ذلك كان التطور يتدرج ممهدا للحياة الجديدة الأكثر تعقيدا من خلال  انتاج الطاقة ذاتيا دون الاعتماد على المصادر الكيميائية كما في السابق، وسيادة التوالد الجنسي، وتطور النظام العصبي والهرموني والمنادي، ونشوء ظاهرة الموت.
كما يذكر الكاتب مسيرة تطور عديدات  الخلايا وهي باختصار شديد كالآتي: الأسماك وحيوانات الماء إلى البرمائيات التي أصبحت قادرة على مغادرة الماء ولكنها لم تزل تعود إليه لوضع البيض، ثم حيوانات اليابسة بعد أن تطورت قشرة البيضة الصلبة حتى لا تضطر البرمائيات العودة إلى الماء، ثم ظهرت الجرابيات التي يقضي الجنين فترة في بطن أمه ثم يستطيع الخروج دون اكتمال نموه، وأخيرا ظهرت الميميات التي يكمل جنينها النمو كاملا داخل بطن الأنثى وتعتبر هذه المرحلة بداية الثدييات الأقصى في سلسلة التطور.
يشدد الكاتب على أن أصل الإنسان إنسان وأصل القرد قرد، ولكن جميع الثدييات لها أصل مشترك واحد، وترجع كلها إلى الأسماك ثم البرمائيات ثم القارات، وقبل ذلك طبعا هناك حياة الصلصال القديمة ثم الكربون ثم الرنا والدنا ووحيدات الخلية.
ولكن الكاتب يشرح بإسهاب التشابه الكبير بين القرد والإنسان وأشباه الإنسان القديمة، ويذكر أن الإنسان وجميع الكائنات تمر في المراحل الجنينية بجميع مراحل تطورها، فمثلا جنين الإنسان له خياشيم وذيل في أحد مراحل نموه، ويتحدث عن الاأعضاء اللاوي فئة في الإنسان مثل ضرس العقل الذي بدأ يختفي عند بعض البشر، ولكنني في الواقع أرى أن هذه الأعضاء ليست "لا وظيفية" ولكنها سرٌ لم يكتشفها الإنسان بعد، فمثلا كان الداروينيون يرون أن الزائدة الدودية عضو غير وظيفي، ولكنهم اكتشفت حديثاً وظيفة مهمة يقوم بها في الجسم لا تحضرني 



far soul goes farther than it sees

هناك تعليق واحد: