الاثنين، 13 فبراير 2012

كانت زهرةً ضحكاتها أمل

جلس الأطفال في مصلى الجامعة حول معلمتهم كما اعتادوا واعتدنا على وجودهم المرح المفعم بالحياة الندية كل يوم أحد
ما يميزهم أنهم من جنسيات مختلفة فتسمع حواراتهم الجميلة بلكنات ولهجات شتى
وتراقب مبتهجا محاولاتهم في قراءة وحفظ القرآن
وتراهم يكبرون
الأطفال ذاتهم كل أحد مذ بدأت الدراسة في الجامعة :)

ما لفت  انتباهي بالأمس... طفلة!!
كان جميلة جدا كأنها ملاك!!
أحببت ضحكاتها السعيدة والمختلفة جدا
كانت جالسة أبدا
تراقب الأطفال وتضحك بسعادة عندما يتعثرون
لقد أحببتها وعلقت صورتها في ذهني ولاتزال ضحكاتها الرنانة والمختلفة جدا عالقة في مخيلتي
أحببتها...



خرجت لأمشي في الحديقة المجاورة ومكثت هنالك قرابة الساعة أقرأ كتابا جميلا 
ثم عدت ولا تزال الطفلة جالسة
وديعة كأنها زهرة رقيقة عطرة
لم أعلم بعد أن الطفلة لا تستطيع المشي
لم أعلم ذلك أبدا فقد كانت مرحة ومشرقة طوال الوقت
لم أعلم بذلك حتى جاءت فتاة صغيرة أخرى _تبدو صديقة مخلصة_ لتقفز أمامها قفزات بريئة ثم توقع نفسها لتضحك الأخرى :)
ثم بدأت تتسابق معها... بالطبع صديقتي الصغيرة كانت تحرك يديها الواهنتين بسرعة لتتحرك وتركض صديقتها فتسبقها
لم تغضب لفشلها ولكني قرأت في عينيها رغبة ملحة بأن تفعل كصديقتها
ثم بدأت تناديها في كل مرة بأن تمشي بجوارها ليصلا معا فلايسبق أحد ولا أحد سيفشل
كم راعت مشاعر صديقتها
لم ترد أن تجبرها على التباطؤ لتفوز هي بل طلبت منها أن يصلا معا 
وصديقاتها كانت تتصرف بسرعة لإرضائها... كم أحببتهما !!
كم من مشاعر اضطربت بقلبي

تللك الطفلة الوديعة لم تكن تمشي وقدماها نحيلتين جدا 
حزينة جدا لذلك
تسائلت تلك الليلة كلما تذكرتها
كم من أحلام تنسجها هذه الطفلة حينما ترى رفاقها يركضون حولها بحرية
كم من أمنيات ترتجيها عندما تخلد إلى النوم
وكم من دروس نتعلمها نحن المتذمرون الشاكون منها ومن ضحكاتها الجميلة




سيدي... !!
أنت قادر على شفائها
يامن رحمته بها أعظم من رحمة الأم بولدها
أسعد قلبها الصغير
يامن بيده الشفاء!!!

أمنية: سأراك أيتها الجميلة الصغيرة يوما تركضين بحرية
حينها... حينها فقط... سيصبح لضحكتك حكاية وأغنية أخرى !!




far soul goes farther than it sees

هناك تعليقان (2):

  1. أبدعتِ بشدة هذه المرة .. ليدُم قلمكِ معطاءًا :-)

    ردحذف