أنهيت قراءة رواية جميلة من سلسلة الروايات التاريخية للأستاذ محمد العريان
أحببتها كثيراً
اسمُها... "قطرُ الندى"
وبالرغم من أن الرواية لاتحمل أحداث قصتها إلا في أسطرٍ قليلة أشعرتني بالإحباط
ولكنني أدركتُ رغبة الكاتب في اخبارنا بأهمية هذه الشخصية الفريدة التي هزَ شبابها هول الأقدارِ في زمنِ صراعٍ بين بني العباس ودولة بني طولون التي كادت أن تلقي بظلالها على قصر العباسيين في بغداد لولا غدرٌ أهلك خمارويه بن أحمد بن طولون والد قطر الندى في عز قوته فألبس الأخيرة لباس الحدادِ أياماً قلائل بعد أن زفت إلى المعتضد أمير المؤمنين -صهرُ سياسة- من النيل إلى دجلة فهامت على وجهها في غربتها حزناً على والدها وخوفاً على من بقي من أخوتها من غدر المماليك وكيدهم فمالبثت حتى ماتت ألماً وكأن الأقدار رحمتها من هول المصائب التي ستحلُ بأهلها في مصر بعد تمزق الدولة الطولونية!
تحمل القصة من ألوان الكفاح للاستقلال الشيء الكثير... أمرٌ كان يكلف بني العباس وبني طولون ثروات المسلمين وأرواحهم!
كما صورت أثر المال والثروة والسياسة والمرأة في أحداث التاريخ!
أثرت في العبارة الأخيرة لأبي العباس المعتضد وهو يدفن عروسه "قطرُ الندى" شفقةً وحزناً، بجانب قبر أبيه وقد كان أضمر خططاً سياسية بهذا الزواج للسيطرة على بني طولون... ولكنه لمح في هذه الأميرةِ الشابة من الحكمة والأدب ما أشعره بسوء ضمائر الملوك حين لا يفكرون إلا في ملكٍ لن يطول لهم أبداً:
"هذه رسالة بني طولون إليك يا أبتِ في مثواك، فهل جاءك النبأ؟ ليست هذه التي تجاورك أَمةً، ولكنها أُمَّة!"
لابد لنا من أن نتعلم من دروس التاريخ حتى لا نكرر الأخطاء ذاتها!
ولكن.... متى تراه ذلك سيكون؟
far soul goes farther than it sees
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق