الأحد، 10 يونيو 2012

"على باب زويلة"... أعظمُ ما قرأتُ من التاريخ

"على العرش يا طومان يلتقي البعداء"
قالها الغوري لمملوكه الصغير... ولكن هل يلتقي البعداء على العرش دوما؟!




رواية من العصر المملوكي.... 
هذه قصة تبدأ من خيام بلاد القبج "جورجيا"... وتنتهي في عرش مصر!
...........

على باب زويلة...
 صُنع تاريخ وانمحى آخر... على الباب افترق الأحباب... وعليها إلتقى الفرقاء في لحظة وداع أخيرة
على باب زويلة...
 علقت أجساد الخونة و المفسدين وحتى الأمراء
على الباب... قتل الظالمُ والمظلوم... في مرحلة تاريخية حاسمة من حياة مملكة مصر العظيمة... مرحلة التحول العسيرة التي أعلنت عن موت العصر المملوكي إلى غير رجعة!

هذه سطورٌ من دموع! أكتبها حسرةً على تاريخٍ قاسٍ مرَّ على شعبٍ لم يذق طعم العدل لقرون... شعبٌ عربيٌ حكمه مماليك من بلادٍ بعيدة غير عربية! يوم كانت مصر بلدا تصنع الملوك!
ويوم ظل المماليك يقتل بعضهم بعضا حتى يجلس الواحد منهم على العرش ويداه مضرجتان بدم الملك الجالس هنا قبله!
حتى جاء ذلك المملوك الشاب "طومان"من بلاد ماوراء الجبال... ملكٌ عادلٌ في عنفوان الشباب والقوة! أحبه المصريون حباً حتى فدوه بأرواحهم... ووقفوا إلى جانبه كما لم يقفوا إلى جانب ملك من الممالك قبله... ولكن القدر شاء أن يتفرق من حوله الأمراء الذين دس بعضهم لبعض الدسائس لنيل العرش! فبقي طومان وحيداً مع من بقي من المصريين والعرب يدافعون بسيوفهم عن أرض مصر ضد الروم الذين أشهروا عليهم المدافع والمجانيق تسقطهم فرادى جماعات!
حتى لم تبقى زاوية من بعد باب زويلة إلا سمع منها النواح والبكاء على الفقداء العرب
............

طومان... ذلك الفتى المملوك الذي خُطف من خيمة أمه في بلاد القبج "جورجيا" وسيق ذليلا مع صاحبته الصغيرة مصرباي وأحد فتيان الروم على يد نخَّاس لايعرف الرحمة!
ترك طومان أمه الشابة الجميلة "نوركلدي" تنعى أياما أثكلتها ورملتها... فأجمل نساء القبج فقدت زوجها الذي خرج يقتص ثأر أبيه  قبل سنوات فلم يعد... وهاهو طومان ابن العاشرة اليوم اختفى فجأة لغير رجعة!
فخرجت نوركلدي في البلاد وحيدةً تبحث عن فلذة كبدها... وبقيت تائهة لعشرين عاماً تقتص أثر ولدها طومان
هل ستحظى بلقياه؟ أو أن الشتات بينهما كان محتوماً!
 أو هل ستلتقي بزوجها أركماس؟ وهل ستعرفه؟ 
ومن هو أرقم المسيخ؟ ومن هو خاير؟ وما دورهم في حياة الأمير والدوادار الكبير طومان؟
إنها قصة كفاح شابٍّ حمل هموم الأمة المصرية وحيدا ووهبها روحه فأفجعني!
وأفجعتني قصة زوجته الحبيبة شهددار... و نوركلدي... وأركماس!
وتعجبت من الفتاة الجميلة "مصرباي" كيف بقيت لسنوات تصعد سلطانةً على العرش وتنزل بحنكتها فحطمت العرش وأدخلت الروم إلى مصر... فقط لتعود سلطانةً على عرشها!
.............

  لن أحكي تفاصيل القصة حتى أترك لك أيها القارئ متعة الأحداث ولكني أؤكد لك بأن القصة فيها من المواقف ما يبقيك مشدوهاً للحظات لا تدري أواقع ذاك أم خيال! إنها لعجيبةٌ من عجائب القدر





far soul goes farther than it sees

هناك تعليقان (2):