الاثنين، 18 يونيو 2012

رواية~ جمرات من ثلج... لمها خير بك ناصر!

جميلة جداً هذه الرواية وهادفة
لقد شعرتُ بلذة القراءة الراقية الهادفة التي افتقدتها منذ فترة
ولو علمت بمقدار روعتها لما تركتها مهملة على رفوف المكتبة أشهرا منذ ابتاعها أخي وهي تنتظر أن يقرأها أحدنا
وبعد أن قرأتها عاهدتها بأن أعطيها لكل قارئات عائلتي كي يشاركنني هذه المعاني الراقية وهذه القصة المؤثرة من معطيات الحياة!


جمراتٌ من ثلج... حين يعانق ثلج الصبر جمرات الأسى!
رواية تحكي واقع عائلات الجنوب "جنوب لبنان" بعد حرب 1967
 التي أُمطرت قراهم الهادئة المُرتمية على جبال كأنها جنات وأحرقت بوابلٍ من القنابل العنقودية
أطفال ونساء وشيوخ وعائلات صارت شتات في مختلف بقاع الأرض بعد أن ابتعدوا عن جحيم الجنوب حيث دفن أحبائهم جماعات تحت أنقاض بيوتٍ ريفية لم تعرف العنف يوماً
هي قصةُ "ميس" إمرأةٌ تجاوزت الأربعين 
وبقيت دون زواج لتحقق لنفسها الاستقلالية التي حلُمت بها
ولكنها تبقى في صراعٍ دائم بين القلب والعقل والضمير
تحس أحيانا بوجع الوحدة حيث سكنت في بيروت وعملت مدرسة في إحدى جامعاتها
قصة ميس مع أخيها حسان الذي لم يعرف السعادة بعد زواجه من امرأة "متسلطة و غير مثقفة" وكرّهت أبناء حسان بعمتهم ميس وثم رحلته العلاجية إلى أمريكا
حسان وميس عاشا رعب القصف يوم كان حسان في الرابعة من عمره
.................

إنها قصةٌ تدور أحداثها مع رجلٍ ستيني غامض تلمحه ميس يوميا يقف أسفل أحد جسور بيروت بلا حراك كأنه لا يسمع ما حوله من ضوضاء المدينة
وميس بفضولها المعتاد وحسها الأدبي شعرت أن خلف هذا الرجل قصة إن لم يكن جاسوساً
حتى مرت بجانبه يوما فغمرته السعادة لأنه كان ينتظرها منذ وقتٍ طويل ليسرد لها قصته الموجعة عن فقدان زوجته وثلاثة من أطفاله  في قصف 67 وثم ضياع آخر من تبقى له ... ولده الصغير "يوسف" والذي يتوسل من ميس أن تساعده في البحث عنه بعد أكثر من عشرين سنة وتحتفظ بملفاته التعريفية ومايرثه من والده!! 
هنا تبدأ رحلة ميس مع الشك في صدق قصة الرجل وخوفها من سبب اختياره لها من بين عشرات المارة
ومن ثم رحلة اكتشافها له و لشخصيته الفريدة التي صقلها الصبر والألم 
ورحلة البحث عن يوسف ... !!
رواية تحمل في طياتها معانٍ كبيرة وذكرياتٍ تعيد لك الوجع العربي... معانٍ من الألم والحرمان ولذة الصبر وبعضٍ من عطاياه!!
ميس إمرأة ستقرأ في قصتها دروسا تبقى عبقا للصبر في الذاكرة!!


far soul goes farther than it sees

هناك 3 تعليقات:

  1. قلما نعثر في هذا الزمن العربي قارئًا أو قارئة لرواية هادفة لا يخدمها الإعلام ولذلك أن أقدّر كاتب أو كاتبة هذه السطور لأنّها تؤكد أنّ بذور المعرفة الأصيلة مازالت تبشّر بولادة فكر متحرر من سلطة إعلام معولم مأجور
    أتمنى أن أتعرّف إلى الكاتب(ة) هذه القراءة المعمقة

    ردحذف